فرق الأطفال للإنشاد – مشاريع فنية… أم مشاريع شهرة آنية؟

وقعت على قرص فيه أناشيد دينية، ومع أنه ليس النوع الذي أستمع إليه عادة، فقد قلت في نفسي… لنجربه

فرقة من الأطفال تنشد أشعارا جزلة، للصمة القشيري، وغيرها من الأشعار التي تحمل معاني صوفية… وبالتالي من ناحية اختيار الكلمات… لنعط المشروع 8 من 10..

الألحان… بسيطة عموما.. لكن الإيقاع غير موفق، بل في بعض الأناشيد مستفز… فبدلا من الدف.. تسمع (السنير)، وهو صوت يناسب الاستعراضات العسكرية… عموما معظم أو جميع الألحان كانت من بطولة عازف الأورج… لا بأس بالنسبة لمشروع زهيد التكلفة…

لنأت الآن إلى أداء الأناشيد… لا شك أن لديهم موهبة… أجل هؤلاء الأطفال موهوبون، وقد تدربوا على الأناشيد كثيرا، النشاز قليل، والمطابقة مع الإيقاع متقنة، كما ينشدون بإحساس صادق -الأمر الذي لا أستطيع أن أقوله عن ديكة اليوم- لكن لحظة…. ما هذا الذي أسمعه… شيء ما ليس كما يجب… لكن ما أدراني، فأنا لم يسبق لي أن درست مثل هذا النوع من الغناء، كما لا أستمع إليه عن قصد…

هنا بدأت أنتبه إلى كيفية الترنم بالكلمات، وأقارنها ببعض الأغاني العربية، وبدأت أكتشف أمرا غير سار… هؤلاء الأطفال لا فكرة لديهم عن الغناء، وهذا ليس ذنبهم بقدر ما هو ذنب من دربهم…

يمدون الكلمة حيث لا يجب أن تمد… لكن ما أدراني؟

فبدأت أتتبع أصول النطق في ذهني… حسنا، من أين نعرف كيف يجب أن ننطق الكلمات… إن لم يكن من المصدر الأكثر ثقة، والمتواتر قراءته جيلا من جيل إلى أول نزوله… القرآن الكريم!

أجل، كل من يشك بكيفية نطق أو تجويد كلمة، فليعد إليه، سيعطيك القرآن صورة متكاملة عن كيفية نطق الكلمة… العربية هكذا: أحرف ساكنة، وأخرى متحركة، وأحرف مد، وأحرف مشددة… بعضها يمكن مده، وبعضه يمكن إدغامه ببعض، وبعضه لا، وبعضه يجب إظهاره، وبعضه يمكن إخفاؤه… أما مقدار المد فهو فن متقدم -للأسف لم ندرسه كما يجب- لكنه الأساس النظري للإنشاد… لا يمكنك أن تمد على هواك، اللغة العربية تنطق حروفها مبتورة… إنها لغة سريعة، فلا وقت للبدوي أن يمد ويستطرد، الطقس حار، وستملأ الرمال فمك إن أطلت…

أجل… موهبة هؤلاء الأطفال ربما ضاعت، لا بجريرة أحد سوى مدربهم…

مشروع فاشل… لكنه فتح لي أبوابا لم تخطر على بال

أضف تعليق